الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية واحة "عين السلطان" بلالة منطقة سياحية منسية تصارع سياسة التهميش وتواجه "غول" المخدرات ودموع الفلاحين تناشد الجمعية المائية

نشر في  18 جويلية 2022  (22:13)

ارتبطت واحة "عين السلطان" الكائنة ببلدية لالة التابعة لولاية قفصة بمآثر تاريخية وإجتماعية تتجانس والعمق الحضاري لمدينة قفصة... هذه الواحة التي كانت بمثابة "جنة في المنطقة" بينابيعها المائية النابضة التي كان الأهالي يستبشرون بها وبنخالها الشاهقة وبملامحها الطبيعية المشعّة بالحياة التي طبعت وجوه الأهالي طيبة وبساطة...

ولئن تم في السابق إحداث منتجع سياحي بـ"عين السلطان" نشّط لسنوات قليلة الجانب الترفيهي والاقتصادي بالمنطقة لكن سرعان ما تقهقرت كل الآمال المتعلقة به لتتحوّل إلى سراب بعد ان ضربت أيادي العابثين فيها هدفا لتحويلها الى مسرح لاستهلاك المخدرات بمختلف انواعها بعد أن كانت معلمًا ينبض بالحياة والأمل، كما فتك الجفاف بالمنطقة فتعالت بذلك نداءات الأهالي والفلاحين إمّا وجلاً على مصير أبنائهم أو خشية لفناء غاباتهم.. 

موقع اخبار الجمهورية، حاول فتح إحدى صفحات واحة "عين السلطان" المنسية ومنطقة لالة التي ضربتها سياسة التهميش على مختلف الأصعدة فكان له في البداية حديث مع السيد منصور عبشة رئيس مجمع التنمية في قطاع الفلاحة بواحة لالة أو ما يعرف بـ"الجمعية المائية" التي تقوم بالإشراف على عملية ري المساحات الفلاحية التي تغطي منطقة نفوذها ليمدّنا بمعطيات تخص الواقع الفلاحي بالمنطقة الذي يعاني لامبالاة سلطات الإشراف...

بدء مداخلته أكد منصور عبشة، أنّ مساحة واحة لالة تمسح ما يقارب الـ1200 هكتار أما التوسع العمراني فقد يناهز ضعف مساحتها مرتين، معتبرا ان هذه الواحة لها جذور تاريخية رابضة في القدم وهي بمثابة المعلم التاريخي الطبيعي لأبناء الجهة لكنه معلم مهمل مهمّش ومفقّر يطرح التغاضي عن الاهتمام به واللامبالاة به العديد من نقاط الاستفهام...

وبشأن الصعوبات التي تعيشها الجمعية التنموية الفلاحية والتي أثّرت على نشاطها، فقد أكد رئيس الجمعية بأنها عديدها ولعل من أبرزها ضعف الموارد المائية وتضررها والذي تسبّب في تراجع الانشطة الفلاحية نتيجة الشحّ الكبير للمياه الذي باتت تشهده الواحة لعدّة عوامل العوامل من بينها الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة المسجل بالجهة وكذلك استنزاف هذه الموارد المائية من قبل الانشطة الصناعية التابعة لشركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي.

كما أنّ من بين الأسباب الرئيسية التي أدّت الى نقص المياه عن منطقة عين السلطان هي الأضرار الجسيمة التي لحقت بالسد جراء فيضانات 1990 اضافة الى البناء العشوائي للسد الجديد الذي لم يشهد عمليات الصيانة اللازمة...

وعن تشكيات عدد من الفلاحين بشأن تضرر أشجار الزيتون بغاباتهم والأشجار المثمرة بالمنطقة على خلفية نقص مدّهم بالمياه لسقي غاباتهم واتهاماتهم للجمعية بالتقصير في أداء واجبها عن طريق تمكينهم من المياه هذا الحق المدستر والمشروع، افادنا رئيس الجمعية انه يراعي طلبات الفلاحين وان أعضاء الجمعية يبذلون ما في وسعهم حتى ينال كل ذي حق حقه لكن ما تعاني منه الجمعية التنموية من مشاكل متفاقمة أدى الى صعوبة تمكنها من القيام بواجبها على أحسن وجه رغم كل المجهودات المبذولة من قبل أعضاء الجمعية وعملتها دفعا لاستمرارية هذا الهيكل التنموي الذي يتدخل بشكل مباشر في عملية التنمية الفلاحية...

وفي تحديد الاشكاليات التقنية التي تواجهها الجمعية المائية، أفاد محدّثنا أنها تتمثّل خاصة في كثرة الأعطاب بالسدود والآبار والأنابيب وضعف المضخات ونقص مستوى الآبار ما أدّى الى ضعف تدفق المياه الى جانب انعدام الصيانة الدورية والتي يتحمّل أعباءها المادية مسيرو الجمعية في اغلب الاحيان.

هذا الى جانب نقص أعداد الآبار والسدود و"الفانات" بالمنطقة، وعدم القيام بأية مشاريع تنموية فلاحية جديدة منذ ما يفوق الـ26 سنة منذ تاريخ تأسيس هذه الجمعية التنموية الفلاحية المستقلة والتي شدّد رئيسها على ضرورة أن تكون تحت لواء الدولة حتّى تنتفع بدعمها على غرار بقية الجمعيات الفلاحية الأخرى التي تتمتع بالعديد من الامتيازات على اعتبار أنها تابعة لسلطة الاشراف في الجهة وهي المندوبيات الجهوية الفلاحية، مشيرا الى انه تم في عدة محاضر جلسات جمعت مسيري الجمعية بالمصالح المعنية بالأمر حيث طالبوا بضرورة إدماجها تحت مؤسسة وطنية حتى تظل منضوية في القطاع العمومي علما وأنّ  وزارة الفلاحة والموراد المائية تعتبر المسؤولة على تنظيم المجامع المائية ومراقبة استمراريتها في تأمين الخدمات المائية...

وكشف السيد منصور عبشة في هذا الإطار الى انّه تم تقديم العديد من الوعود للجمعية بشأن التفاعل مع مطالبها لكنها ضلت مجرّد وعود محبّرة طالتها ممحاة النسيان، وفي حديثه عن مأتى تمويل الجمعية المذكورة أفادنا المتحدّث أنّ التمويل يتم عبر الانخراطات السنوية للفلاحين بالمنطقة وعددهم 1200 فلاح ويقدّر مبلغ الانخراط للفلاح الواحد 20 دينارا، فضلا عن بيع المياه بالساعات حيث يبلغ ثمن الساعة الواحدة في حدود 5500 مليم وهو مبلغ يعتبر مشط للغاية  لفلاحي الجهة خاصة وأنّ نقص المياه قد حال دون أن تكون فلاحتهم مدرّة للربح بل مثلت مجرّد سد رمق مقارنة ببقية فلاحي المناطق والولايات المجاورة وهو ما ادّى الى توجّه العديد منهم الى تكبّد مصاريف  بناء آبار سطحية بغاباتهم وأصبحوا بالتالي بدورهم منافسين للجمعية المائية ببيعهم للمياه أمّا صغار الفلاحين فقد أجبرهم النقص الفادح للمياه في هجر ضيعاتهم  التي كانت زمنا سابق تنتج الخيرات من الخضر والغلال.

Aucune description disponible.

ونوّه رئيس الجمعية الى انّ عدد الساعات المياه التي توفرها الجمعية لفلاحي المنطقة كل ثلاثة أشهر كانت تقدّر بـ12 ألف و800 ساعة لكن هذا المعدّل قد انخفض وتدحرج بسبب السرقات المتعددة والمشاكل التقنية المتفاقمة التي تعاني منها الآبار...

وتساءل محدّثنا كيف لـ7 "فانات" فقط أن توفي بكافة احتياجات 1200 فلاح على اختلاف مساحة هكتارات الأراضي الممتدة، والحال أن الواحة تضم ما يقارب 45 فانة لكن أغلبها خارج الخدمة (38 معطلة)....

وأكد عبشة في حديثه للجمهورية أنه ومنذ توليه مسؤولية تسيير المجمع واجه إرثا ثقيلا تعلق بسوء التسيير مما جعل هذه الجمعية المائية تتخبط في مديونية ناهزت 300 ألف دينار لفائدة شركة الستاغ، وقد تم منذ تسلمه المسؤولية الانكباب على المساهمة في تقليص هذا الدين لكن أغلبه لم يتم سداده.

 وفي خضم التساؤل عن سرّ ارتفاع تكلفة معلوم الكهرباء لآبار واحة لالة  خاصة تلك الموجودة بالثكنة العسكرية بالقصر وعددها 3 حيث تتكبد الجمعية شهريا نحو 40 مليون تكلفة لمعلوم الكهرباء المتعلّق بها فضلا عن تكلفة جملية تقدر بـ13 مليون دينار شهريا لبئر منطقة "الحميلة"، أفاد السيد منصور عبشة بأنّ السبب يعود لعدم تخصيص عداد استهلاك لكل بئر حيث أنّ عداد آبار الثكنة مشترك فيما بينها وهو ما يتسبب آليا في هذا الارتفاع غير المعقول...

  رئيس الجمعية لم يكتف بعرض الصعوبات والمشاكل الراهنة للجمعية، بل قدم حلولا يراها ناجعة لإصلاح الوضعية الحالية من ذلك إعفاء الجمعية من ديونها السابقة وتحسين الشبكات وصيانتها دوريا إضافة إلى وضع عداد استهلاك لكل بئر ولم لا يتم الاتجاه نحو تركيز الطاقة الشمسية البديلة عوضا عن الاستهلاك عن طريق الكهرباء.

وأكد في هذا السياق انه تم في العديد من المناسبات طرح هذا الطلب أي توفير عداد خاص بكل بئر، وذلك خلال محاضر جلسات في الولاية كما انّ  المندوب الجهوي للفلاحة تعهّد بالنظر في هذا الطلب وبأن يتم في غضون شهر الاستجابة له لكن الحال لم يتغيّر...

 وصلب ذات الحديث عن أهم المطالب الملحة والمستعجلة لإنقاذ الجمعية التنموية وبالتالي إنقاذ الواقع الفلاحي في المنطقة، أكّد محدثنا أن من أهمها ضرورة التدخل السريع لصيانة الآبار والسدود منوها في هذا الإطار إلى ما يعكسه بطئ عمليات الصيانة من سلبيات ومضيعة للوقت، كما تحدّث عن ضرورة إحداث مشاريع بديلة جديدة لإعادة الموارد المائية لسابق عهدها وذلك عن طريق حفر آبار وسواقي جدد تكون قريبة من الواحة حتّى يتقلص الضغط على الجمعية بشأن مطالب ري الأراضي الفلاحية مشددا على انّ عملية حفر البئر الواحد تكلّف ما يناهز المليار من مليماتنا على اعتبار عمقه الممتد الى حوالي 680 متر.

كما تحدّث رئيس الجمعية عن ضرورة جهر وتنظيف وادي المالح والقيام بصيانة قنوات الري والأنابيب الموجودة به، مؤكدا بأنّ الإدارة الجهوية للتجهيز كانت قد تعهدت في السابق بأن تنطلق في هذه الأشغال  لكن لا حياة لمن تنادي..

في المقابل عرّج رئيس الجمعية عن اتهامات تطاله من قبل أطراف غايتها بث الشائعات والفتن ووضع العصى في عجلة كل من يريد خدمة الجهة على حدّ تعبيره، قائلا أنّه منذ توليه تسيير الجمعية وهو يحمل على عاتقه هذه المسؤولية الثقيلة التي كلّفته الكثير من العناء والمشقة.

 عين السلطان "واجهة سياحية" منسية فمتى يلتفت إليها الديوان الوطني للسياحة؟

كانت ستمثل واحة "عين السلطان"  الجميلة واجهة سياحية بامتياز لما كانت تزخر به من  مناظر طبيعية خلابة وثروات نباتية ومائية  تمثلت في ينابيع مياه طبيعية  يحملك سحرها عند رؤيتها إلى عالم من الأساطير والخرافات ويسافر بك بعيدا عن هذا الواقع الذي ملأته المحسوبية وفتكت به سياسة التهميش... فمتى سيلتفت اليها الديوان الوطني للسياحة ليعاد بريق الواحة من جديد عن طريق دعم الجانب الانمائي من خلال بعث منتجع سياحي بالمنطقة له كل مقومات النجاح من شأنه ان يساهم حتما في هدم  شبح التفقير عن المنطقة إعادة الإشعاع إليها أحسن مما كانت عليه في السابق؟

هذه المنطقة اي منطقة لالة التي أنجبت إطارات وكوادر تفخر بهم الدولة من مهندسين وأطباء ومحامون وصيادلة واساتذة جامعيين وقامات علمية مرموقة، لكن التهميش الذي تعاني منه في المقابل قد ساهم في ارتفاع منسوب استهلاك المخدرات والعقاقير السامة التي بات ترويجها في الجهة يتم جهارا نهارا دون حسيب أو رقيب ما ادّى الى تفاقم الصرخات وتعالي نداءا الأهالي المتوجهين للجهات الرسمية برسائل استغاثة للمطالبة بالتعجيل في إيجاد حل ناجع لهذه المعظلة التي تهدّد مستقبل الناشئة هذا الحل لن يكون إلّا بالكشف ومحاسبة كل المجرمين والمتورطين في ترويج المخدرات حتى لا تتحول البلدة الى وكر ترتع فيه نعال العابثين...

Aucune description disponible.

متى سيعود مهرجان عين السلطان ومتى ستفكّ هذه العزلة الثقافية؟

 مهرجان عين السلطان الذي كان يمتد على مدى اكثر من أسبوع تقريبا بالمنطقة كل صائفة، مثّل متنفسّا ثقافيا وترفيهيا لأبناء المنطقة وفرصة للترويح عن النفس وبث البهجة والامل في صفوف الاهالي بألوانه وفرحه وموسيقاه والضحكات التي ينثرها والقهقهات التي يطبعها على ملامح الأطفال وبألعاب الفروسية التي كانت تشدّ الانظار نحوها... لكن منذ سنوات عديدة اختفى هذا المهرجان وسط عديد من التساؤلات التي تحوم حول الاسباب المتعلقة بتوقفه وعلى وقع نداءات بضرورة إعادة إحيائه حتى يتحرّك الجانب الثقافي بمنطقة لالة ويشتم ابناء الواحة نسائم الفرح في ربوعها وفي انتظار أن توقد شمعة في الظلام فتفك العزلة الثقافية عن البلدة فلا مسرح ولا دور سينما ولا احتفالات موسيقية ولا هم يحزنون...

مزارات ومقامات الأولياء الصالحين... سياحة داخلية روحية

مثلت واحة عين السلطان المنسية، وجهة لعدد كبير من أهالي المنطقة لمزارات الأولياء الصالحين إمّا توقا ورغبة في التبرّك بهم أو بحثا عن سلام روحي منشود... حيث تحتضن هذه الواحة على العديد من مقامات الأولياء الصالحين، من بينهم "سيدي بوحلاب" و"سيدي الصامت بوناب" و"للّا البهلولة" و"سيدي عبد المومن" و"للاّ محجوبة" و"سيدي شلبي" و"سيدي المنسي" و"سيدي جابر"...

ولطالما مثلت هذه المؤسسات الطرقية «الزاوية» بالواحة إطارا مناسبا لاحتضان وجمع عدد هام من سكان لالة الذين تعوّدوا على زيارة مقامات الأولياء الصالحين رغبة في الاستفادة من بركتهم... ولكل ولي صالح حكاية وأساطير جميلة ترتبط به ولكلّ "جدّ عرشٍ" هالة من القدسية تحوم حول شخصه جعلت منه مزارا للتبرك وطلب الإجارة والمساعدة اقترانا بفكرة قربهم  من الله وأنّ دعواتهم مسموعة وهي أفكار ارتبطت في المخيلة الشعبية التي تحمل في ثناياها رمزية روحية ودينية...

مشاريع البلدية بين الآمال والواقع الأليم

تظم منطقة لالة السكنية ما يقارب 11 ألف نسمة، ولئن استبشر الأهالي عند إحداث البلدية سنة 2018 لمنطقتهم بعد تمتعها بالاستقلالية الترابية حيث كانت في السابق تابعة لمنطقة القصر المجاورة إلا انّ الحال لم يتبدّل كثيرا خاصة على اثر غلق مقر البلدية الذي تسببت به كثرة الاعتصامات والاحتجاجات في صفوف المطالبين بالتشغيل...

ودومًا مثّل مشكل غياب المشاريع الترفيهية والثقافية وسوء البنية التحتية وعدم التعبيد والترصيف والتهذيب ونفص الإنارة والتشجير أبرز الهواجس التي تراود أهالي منطقة لالة، ورغم انطلاق المجلس البلدي في تجسيد وعوده الانتخابية بشأن القيام بمشاريع تهيئة شملت العديد من أحياء المنطقة إلاّ أنّه لم يسلم من اتهامات طالته بالتقصير وهي اتهامات نفاها المجلس البلدي...

 وتجدر الإشارة إلى انّ بلدية لالة كانت قد انطلقت في تعبيد بعض الطرقات ووعدت بإتمامها الى جانب مشاريع تهيئة أخرى من بينها  مشروع تهذيب حي عين سلطان من شارع البريد إلى شارع عين سلطان حيث انطلقت البلدية في الاشتغال عليه منذ مدة...

 وكانت رئيسة البلدية مبروكة بوزيان قد تعهدت في تصريحات سابقة في القيام بمشاريع تهيئة أخرى ستشمل تعبيد شارع مقبرة الشهداء وصولا إلى حي حشاد فضلا عن مشاريع ترفيهية ستشمل منتزه حضري بالإضافة إلى المستودع البلدي...

 عيون لالة... سرّ التسمية

تتبع عيون واحة لالة بمجرى واد المالح الذّي ينحدر من جبل عرباطة ويصبّ في سبخة القطار جنوبا... وتعرف أقوى هذه العيون بعين السلطان، وقد تكون هذه التسمية تعود الى العهد الحفصي والذي كان فيه الحكّام يحملون لقب السّلطان... ونظرا لانخفاض مستوى مجرى الوادي بالمقارنة مع الاراضي المجاورة والتي توجد بها الغراسات، أقيم حاجز من التراب وجذوع النخيل لحصر المياه المتدفّقة من العيون بهدف رفع مستواها وتوجيهها نحو الاجنة والبساتين وذلك وفق ما ورد في كتاب "قفصة والقرى الواحية المجاورة: حول الحياة الجماعوية (من بداية القرن 18 الى 1881)" للدكتور مصطفى التليلي.

ملف من إعداد: منارة تليجاني